قصة وقصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه
- القصص والروايات
- 27/9/2021
- 1542
- منقول للفائده
قصة وقصيدة من الماضي - قصة وقصيدة يقول الزناتي والزناتي خليفه
قيل ان بني هلال باديه كبيره في نجد تتابع عليها الجدب والدهور وارسلوا يبحثون عن بلاد خصبه صالحه لهم ولحلالهم واختاروا الفارس المشهور ابو زيد برفقة يوسف ومرعي وعندما وصلوا تونس استنكرهما التونسيين وحبسوهم عند زعيم البلاد الزناتي خليفه وكان له بنت يعتمد عليها فيها نوع من الكهانه تدعى صفيراء فعرفتهم البنت ولكنها احبت احدهم لجماله فاسرت لابي زيد بمعرفتها لهم وبرهنت على ذلك بمعرفتها لبلادهم واسمائهم وقالت تعاهدني ان تزوجني ابن اختك اذا جئتم وانا اتسبب لك في الافراج وعاهدها واوهمت والدها بان هذا عبد لانه اسمر اللون وليس براسه شعر لكثرة لبس الدروع في الحروب وقالت هذا ينقل الماء على راسه لعماته .
ولما اقتنع الزناتي بكلامها اطلق ابا زيد بصحبة مولى له شجاع يسمى العلام يحفظه وقال لهم العبوا امام هذا العبد على صهوات الخيل واتركوه يوقد النار على القدور فان انتبه للخيل خبروني ...
ولما تبادروا باللعب ترك ابو زيد القدور وانفعل ع الخيل _ مع ان بنت الزناتي قد انذرته بالحيله _ فقال العلام انت زعيم ولست بعبد ولكن عاهدني على ان تحضر فرسانا من قومك يشبعوني طرادا على الخيل وعلى ان لا تقتلني ولا اقتلك وساحتال في اطلاقك .
فلما تعاهدا على ذلك ضل ابو زيد يدخل وخرج على رفاقه في السجن وعندما غفل الزناتي هربوا ابا زيد مجهزا بزاد وراحله فعاد الى نجد واستجلب بني هلال ومعهم الفارس ذياب بن غانم صبي لم تظهر افعاله بعد التغربه
ويستدل الاخباريون على ان سبب رحيل بنو هلال الجدب والقحط بقول الشاعر الهلالي :
ولا مزنة غرا ولا بذار
بنات ضحوك يعجب الخطار
فرحلوا ومروا بالخفاجي عامر ناحية العراق شيخ كريم وزعيم وقصره الاخيضر معروف بهذا الاسم وفيه ثعبان يسمى عربيد يظهر حينا ويختفي حينا الا ان الخفاجي عندما راى كثرة الجمال عند بني هلال تولع بهم وعاشرهم ولم يقدر على البقاء بعدهم فرحل معهم للحرب وقيل ان امه تتبعه وهو يعدها بالعوده وما معه غير فرسه واخوياه وخيامه وما معه من مال قد يحتاجه ومشى معهم وله عندهم اكبر قيمه ولما اقبلوا على تونس تركوا مواشيهم بالارض الخصبه معها ذياب بن غانم جنبا لها يحرسها وارسلوا للزناتي وفدا للمفاوضه وحينما سلموا قال لهم :
منين جيتوا يا ضراب الشعابه
فقالوا :
والكل منا واقف دون واجبه
فقال :
ومن ذل منا حسن الموس شاربه
فنزلوا بما معهم من العتاد والخيول الكثيره التي ذكروها في الاشعار مع انه رآهم بالرؤيا سابقا وتبين له خيانة ابنته الصفيرا فسالها عما يجري فقالت جميع الجنود لا تخف منهم وكان المولى بينه وبين ابو زيد عهد وابتدت المعارك كل يوم وطال الحرب بينهم .. وقيل ان الخفاجي حارب اكثر من شهر ثم قتل وقتل من بني هلال الكثير .
وحينئذ اضطر الهلاليين الى ذياب بن غانم لان حضوره للحرب اهم من حراسة الماشيه فارسلوا له رجلا اسمه سعد وابتداء ذياب يساله عما حدث ويخص اعيان ربعه بالسؤال في هذه القصيده :
عن الخيل والشبان من جا خيارها
هي من طوال الخيل او من قصارها
فقال سعد :
ضربت بسيف هد عالي فقارها
فقال ذياب :
هم نقوتي يا سيدي من صغارها
فقال سعد :
ماجيتك الا قد توافت عمارها
فقال ذياب :
عساه سالم من بلاوي خطارها
فقال سعد :
لك الله مادرى ليلها من نهارها
يهلن على قبر الخفاجي عبارها
فقال ذياب :
يقطع نجوع ما ثنت دون جارها
ثم ضرب ذياب سعد بعقب الرمح من الغضب وعاد معه الى العرب وترك الماشيه فوجد قومه في غاية الذل من افعال الزناتي والعلام وكان والده كبيرا في السن ليس له غيره وهو المدعو غانم النواق فقال غانم لابنه يوصيه سرا ان يبتعد عن الزناتي ويخوفه فسمعت امه الجواب وهي اخت ابا زيد فقالت :
عساك عن برد الجنان تغيب
شلفاه تخطيهم وفيك تصيب
ومن وصايا والده :
له حربة تدعي الوليد يشيب
عشاه من دم الرجال غصيب
اما الزناتي فقد راض حصانه على جاخور يمتد بامتداد قصره وفيه كلاليب يعرفها ويبتعد عنها وكثيرا ما تخطفت هذه الكلاليب الفرسان فيبقى الفارس معلقا وتمر فرسه من تحته فيعود اليه الزناتي ويقتله .
اما ذياب فكان يروع الخيل بصوته وفعله وكان يهجم على الفرسان من تحت القصر ويرعبهم وهم يتهربون عنه فرمقه المسجونون من جماعته الذين رافقوا ابا زيد ومرعي في الرحله الاولى وعندهم الصفيرا فطلبوا منها ان تعرف هذا الفارس ؟
فناجته :
عن الخيل جتنا اليوم موم(ن) شليله
فقال :
حامي سباق الخيل ملحق ثقيله
ولم يصدقوا بالخبر لانهم تركوا ذياب صغير ولم يظهر منه ادنى فعل وعند عودته سالته الصفيرا قائله :
عن الخيل جتنا بالعيال شرود
فقال :
وترى الشوف خزر والكلام يكود
وفي الحال رجع الزناتي مع رفاقه من الكمين يظن ان الكلاليب اختطفت ذياب فتلقاه ذياب بضربة اجادته بعد ان لزم قصره اياما وقال قصيدته التي سوف نوردها بعد ايراد رؤيا الزناتي :
قيل ان الزناتي شيخ القيروان وقابس راى في المنام ان المزن يمشي من الشرق ويمطر شوك نيص ويسمونه البلانزا وما عرف تاويلها الا عند وصول بنو هلال وحربهم باسنة الرماح والسيوف وذكر في القصيده انه اشار على قومه بالنزوح قبل الحرب الطاحنه ثم ذكر اسفه على ابنته صفيراء وكان يعتمد على رايها حيث اشارت عليه باطلاق ابي زيد زعيم بني هلال كما ذكر ان ابا زيد اشجع منه وهذي قصيدته :
نفس الفتى لابدها من زوالها
يمطر كما شوك البلنزا خيالها
هلت على قومي مقدو فعالها
سيوف تلظى في يماني رجالها
واهني نفس لا عليها ولا لها
ولا خلطت مال اليتامى بمالها
وجيه العذارى طلقوها رجالها
صغار اللحى شبوا بقومي فعالها
مدعوجة بالنيل تندى جبالها
والبق والبرغوث ما جا بجالها
على مجنب البطحى وبنوا حلالها
بنو حلال شاق عيني دلالها
وتذكر لنا خيل الهلالي مثالها
ابا زيد يركاها ويركا مثالها
ولابنت الا فان ابوها دلالها
واثر عبيد القوم حامي ثقالها
يجر القنا جر السواني حبالها
لا ماحها الزعاب ثم ارتكا لها
الى ولى جمجمة الراس شالها
عوا ذيبة تعوي لذيب عوالها
ثمانين من قومي قلايع رجالها
علي كان الترك تيتم عيالها
لاهد تعطيه السبايا كفالها
واسرع من لي الرحى باشتحالها
بسيف ذياب قد لابا زيد زالها
يعني رؤيا بنته بقولها العرب مالك معهم من ينثر دمل الا ذياب بن غانم :
وهو فهد القناص وانا غزالها
لا جا جنوب الخيل فايتوا شمالها
كبيشات مافي نجد ربي مثالها
والعاشره بالسيف ان زلت حالها
وليا عقرلي سابقن جا مثالها
لازيل الصفيراء عن حياة تنالها
ومن يامن الحرمه الى اقفت بفالها
تاطاه لو انه حماقى رجالها
وبعد موت الزناتي بقى العلام غلامه الفارس المشهور متزعما الحرب والمعارك ولم يقدر ابو زيد على قتله للعهد بينهما فاشارت عليه عجوز بقولها اعقر الفرس ويقتله غيرك وفعلا عقر الفرس وحينما سقط العلام قال :
تخون عهد الله يالغدار
فقال ابو زيد :
ما بيننا والسابقات جوار
فقال العبد :
عليها حماقى يدعون بثار
فقال ابو زيد :
علينا كبار ومقتفين صغار
فقال العبد :
من قبل انا اذبح يوخذن جهار
فقال ابو زيد :
لو هي بغيرك كان عقله طار
فقال العبد :
لو رف مهرك بالجناح وطار
يومن دنا مازودوه نهار
وهكذا انتصر بنو هلال
القصه من كتاب من آدابنا الشعبيه لمنديل الفهيد
أضف تعليقك على الموضوع